الأربعاء، 25 أبريل 2012

تطبيق شرع الله بالفرض و الإجبار (2)

حينما تدعي التيارات الدينية المشاركة في الحياة السياسية و الحزبية نيتها عن تطبيق شرع الله فإن ذلك هو التوظيف عينه لشرع الله حسب المصلحة.. قد تكون هذه مصلحة الدعوة السلفية او الاخوان المنافقين او اي حزب او فصيل ديني آخر.. 
نحن لا نتعارض مع الاديان بشكل عام او ما أهقره الله علينا و لكننا لا نريد فرض اي شيء علي المجتمع دون إعمال شخصي للعقول..!


هذا بجانب ان ما تنوي التيارات الدينية تطبيقه ليس الاسلام لكن مفهومهم الخاص عن الاسلام.. إضافة الي ذلك فإنهم حين يعبرون عن رؤيتهم للاسلام و شرع الله فإننا لا نري من أفعالهم سوي الانغلاق و التشدد المتطرف , وهذا التطرف المفرط ليس نتاج تعاليم الاسلام ولكن هو نتاج لتطبيق اعمي دون تعقل أو تأمل أو تفكير....
ومن الظلم أن نربط بين الاسلام و المسلمين و قلة من التيارات الاسلامية المتشددة.


اما عن هذه الجماعات الاسلامية المتشددة و التي تدعي اتباع منهج السلف الصالح , فإنها تتفق تماما مع نظام آل سعود في الحكم لمجرد إدعائه بتطبيق الشريعة الاسلامية عبر تقنين مفاهيم خاصة للاسلام , ناهيك عن كونها تعبر عن المنهج الوهابي شديد التطرف.!!
وبمقارنة بعض الامثلة التي يعيشها الشعب السعودي فنجد أن إجبار الناس بالعنف علي الصلاة من قبل جماعة الامر بالمعروف , هو تصرف متشدد ليس له اي نص صريح في الاسلام قرآن الله و سنة رسوله صلي الله عليه و سلم.


إن إصدار الفتاوي بحرمانية و منع المرأة من القيادة هو تصرف متشدد ليس له اي نص صريح في الاسلام قرآن الله وسنة رسوله , بل و يعتبر ايضا إنتقاص من آدمية المرأة بإعتبارها نصف كائن حي مصف انسان - و احيانا نصف انسان و النصف الآخر شيطان (في نظرهم الأعمي).
إن فتوي إرضاع الكبير هي فتوي متطرفة تنم عن حرمان جنسي بشع و ليس في ذلك اي إرتباط بالاسلام أو بأي نص صريح في القرآن.
اما عن الحرمان الممنهج و الدائم للمواطنين السعوديين المنتمين للمذهب الشيعي من أبسط حقوقهم المشروعه هو تصرف متطرف يتسم بمعاداة الآخر و عدم قبوله و إنكار فكرة التعايش مع الإختلاف التي وعينا اليها في الاسلام , أضف الي ذلك ان سوف تجد غالبية المنتمين للمذهب السني في السعودية لا تمانع ولا تجد حرجا في إنكار حقوق المواطنين الشيعة بما في ذلك استنكار واضح لحقوق الانسان و المواطنة و حرية المعتقدات و التي كفلها و دعمها الاسلام .


في حين أن بيع النفط السعودي للغرب ليس من الاسلام كما أن الموالاة العمياء لسياسات أمريكا ليس فيه شيء من الاسلام , و إنما هو توظيف شريعة الله لحساب نظام حكم آل سعود الفاسد... 
هذه مجرد إمثلة من واقع يتسم بالتطرف و الاستبداد 


أما عن الجماعات السلامية المتشددة في مصر فنري انها لا تجد حرجا في إعلان أن ما يحدث في السعودية يتطابق مع شريعة الله , و بالنظر الي مفهوم السلفيين عن المجتمع في مصر فسنري ان التهجير القسري للعائلات القبطية ليس من الاسلام و لكنه من التطرف الأعمي الذي ينفي أننا نعيش وفق قوانين مدنية تحمي جميع المواطنين سواء , بل و الأسوأ من ذلك نري أن النظام العسكري القمعي في مصر لا يتخذ اي موقف من هذا الارهاب بل و يستخدم ورقة الأديان و تطبيق الشريعة في استمالة السلفيين و الأخوان .!!


نعم ان هذا يحدث في مصر !!


إن دعاوي التكفير التي تصدر من قبل هؤلاء المتشددين بحق (الاقباط - المرأة ) بشكل خاص و من يخالفهم الرأي بشكل عام هو إرهاب فكري و تمييز ديني ومعاداة للآخر و عدم قبول التعايش مع الآخر , اما عن تكريس هذه الأفعال المتطرفة و استمرار حدوثها فهو بمباركة من النظام العسكري القمعي الحاكم , اما عن مصلحة السلطة القمعية في ذلك التطرف فهي ان تفكيك المجتمع المصري و إدخاله في متاهات هو الضمان الأقوي لبقاؤهم في سدة الحكم ...


مثال بسيط علي النفاق :
إن فتاوي و دعوات دينية تحرم الاعتصام و التظاهر و التي اصدرها شيوخ السلفيين بغرض "الاستقرار"  في منتصف عام 2011 لم نرها و لم نسمع عنها شيئا حينما إمتلأ ميدان التحرير بالمدافعين عن الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل غحتجاجا علي استبعاده من الترشيح للرئاسة !! أي أن إصدار الفتاوي الدينية اصبح حسب المصلحة الشخصية , وأن ذلك ليس فيه أي صلة بالاسلام و إنما هو ذات النفاق و الإرهاب الذي يمارسه علينا رجال الدين المسيسين ...
العلمانية هي الحل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق